رئيس المجلس الأعلى للقضاء
( تحريم التحاكم لغير شرع الله )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ،
فقد أوجب الله على عباده التحاكم إلى شرعه والتسليم والرضا بحكمه فقال تعال : " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا " (65) سورة النساء ، وقال جل شأنه : " فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ " ( 48 ) سورة المائدة ، كما نهى عن التحاكم لغير ما أنزل الله وبين أنه من اتباع الشيطان واضلاله فقال سبحانه : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا " (60) سورة النساء
وإن كل حكم أو مبدأ أو عادة أو عرف يخالف شرع الله وحكمه فهو باطل ، ولا يجوز الأخذ به ولا يحل لأحد أن ينصّب نفسه للحكم بغير ما أنزل الله ، ومن فعل ذلك فإنما يعرّض نفسه للخروج من دائرة الإيمان والوقوع في الظلم والفسق ، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون " ( 44 ) سورة المائدة ، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) سورة المائدة ، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) سورة المائدة .
فكيف يجرأ من يقدم على الحكم بغير ما أنزل الله على فعله وهو يقرأ هذه الآيات ويسمع هذا الوعيد ؟ وكيف يقدم المتحاكم لغير شرع الله على التحاكم للطاغوت وهو يعلم أنه غاية الضلال والبعد عن الله سبحانه ؟
إن تحكيم شرع الله ليس خيارا مع غيره ولا ندبا يسوغ سواه ، إنه فرض لا تجوز مجاوزته ولا يحل لأحد أن يخالفه ، كيف وهو تنزيل رب العالمين وأحكم الحاكمين العليم الخبير جل جلاله وعز سلطانه " وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " (50) سورة المائدة
وقد قرأت ما كتبه الأخ الشيخ ناصر بن عايض الدريس بعنوان " القوانين القبليّة في جنايات الدماء " حول العادات والأعراف القبليّة في الدماء ، وخطر التحاكم اليها ، فوجدته مفيدا في بابه ، ويتعلق بموضوع مهم وظاهرة خطيرة وغريبة على هذه البلاد المباركة ، التي قامت على تحكيم شريعة الإسلام والالتزام بهدي كتاب الله وسنة نبيه محمد r ، وقد أحسن في تدعيم ما ذكره في معالجة الموضوع بأدلة الكتاب والسنة وبما ذكره من فتاوى العلماء المعتبرين واللجنة الدائمة للإفتاء .
أسأل الله العلي القدير أن ينفع بما كتبه وأن يوفق الجميع لكل خير ، وأن يستعملنا جميعا في طاعته ويعيننا على العمل بشرعه وتطبيق أحكامه ونبذ ما سواه وأن يوفقنا للدفاع عن حرماته والدعوة إلى سبيله وأن يعز الاسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين وينصر عباده المؤمنين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
د. صالح بن عبد الله بن حميد
22/4/1432
================
تقديم فضيلة الشيخ / د. عبد الرحمن بن صالح المحمود
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فقد اطلعت على هذه الرسالة المهمة ، التي كتبها وجمعها الأخ الفاضل / ناصر بن عايض آل دريس ، المعروف وفقه الله وسدده بغيرته وحرصه على الدعوة إلى الله تعالى ، وبيان العقيدة الصحيحة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد جاءت هذه الرسالة بعنوان : " القوانين القبَليّة في جنايات الدماء " ، وقد تميزت هذه الرسالة بعدة ميزات منها :
1. أنّ الذي كتبها ــ أثابه الله ــ كتبها عن خبرة وعلم بهذه العادات القبَليّة، التي تحولت إلى قوانين يجب التزامها ، ولا يجوز الخروج عليها ، وتُقدَّم على أحكام الشريعة الإسلامية
2. أنها صَوّرت المسألة بشكل دقيق ، وأعطت المعلومة كما هي ، من دون إفراط أو تفريط، وهذا مهم في تصوّر القضية حتى يكون الحكم الشرعي مطابقا لها .
3. اعتمادها على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ، ثم على فتاوى اللجنة الدائمة ، التابعة لدار الإفتاء في المملكة العربية السعودية وعلى فتاوى العلماء الموثوقين .
4. سهولة ألفاظها وعباراتها ، وتوضيح مسائلها ، وخاصة ما كان منها داخلا في المصطلحات والعادات القبَليّة ، فالقارئ من غير القبائل إذا قرأ هذه الرسالة ، عرف ما يجري على حقيقته ، وهذا من فوائد أسلوب الشرح والتوضيح .
5. حَرِص المؤلف ــ جزاه الله خيراً ــ على النصيحة ، والدعوة إلى التوبة ، والرجوع إلى الحق، وترك العادات القبَليّة المخالفة للشريعة ، وأن الشريعة كافية حافظة للحقوق ، والتزامها هو مقتضى الإيمان والتوحيد .
جزى الله المؤلف خير الجزاء وأثابه وسدده ، ووفقنا إلى التزام الحق .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم .
وكتبه / عبد الرحمن الصالح المحمود
12/6/1431
================
تقديم فضيلة الشيخ / د. سعد بن سعيد الحجري
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، وبعد :
فقد اطلعت على كتاب القوانين القبليّة في جنايات الدماء ، فوجدته كتاباً قيّماً، يربط الناس بالتوحيد ، ويدعو إلى الرجوع الى الكتاب والسنة ، وتحكيم الشرع الحنيف ، ونَبْذِ القوانين القبليّة التي تُبنى على العواطف والجور والظلم،
وقد أفاد الأخ الفاضل / ناصر بن عايض آل دريس في هذا الكتاب بذكر ما يجب أن يُجتنب من العادات الخمس التي يحتكم فيها الناس إلى قوانين القبائل من غير الرجوع للشرع، ودلّل بالأدلة الشرعية الدامغة ، ودعم رسالته بفتاوى العلماء الربانيين المعتبرين ، عملا بقول الله عز وجل " فأسلوا أهل الذكر " ،
وإني أدعو إلى قراءة هذه الرسالة والعمل بما فيها ، ونبذ القوانين القبليّة الجائرة ، والعودة إلى الكتاب والسنة ، وجزا الله الأخ الكريم على هذا الكتاب .
وصلى الله على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
كتبه
سعد بن سعيد الحجري
30/3/1432
================
تقديم فضيلة الشيخ / د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، أما بعد :
فقد قرأت رسالة " القوانين القبليّة في جنايات الدماء " لمؤلفها الأخ في الله تعالى / ناصر بن عايض ال دريس ، فوجدتها رسالة نافعة في بابها ، ذكر فيها عادات : المثار ،والجيرة ، والحكم وفض النزاع ، والقبالة ، والغرم ، خمس عادات قبليّة ، تشتمل على قوانين عرفية وضعية جاهلية ، وقد بيّن تحريمها بالأدلة ، وأقوال العلماء ، ونقل فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، وكشف الشبهات لهذه القوانين وردّ عليها ، فأجاد وأفاد ، وبيّن ما ينبغي بيانه ، فجزاه الله خيرا ،
وأسأل الله أن يوفّق مشايخ القبائل للالتزام بحكم الله ، وترك هذه العادات الجاهلية ، وأن يوفّق ولاة الأمر إلى الأخذ على أيدي من يحكّمون هذه القوانين ويُعرضون عن حكم الشريعة ،
وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين .
كتبه
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
30/3/1432
================
تقديم فضيلة الشيخ / أحمد بن سعد ابن متعب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، وبعد :
فلقد منّ الله عز وجل على البشرية بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين ، وأرسل محمداً عليه الصلاة والسلام ، وأمر العباد بطاعته واتباع ما أُرسل به ، فلا يُؤخذ بعضُه ويُترك بعضُه ، بل قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين " ( 208 ) سورة البقرة ، فما ترك عليه الصلاة والسلام خيراً إلا دلّنا عليه ، ولا شراً إلا حذرنا منه .
وإن الأعراف والتقاليد السائدة في القبائل خطر كبير على الدين والتوحيد ، خاصة أن هناك من لبّسوا على الناس حقيقتها في زماننا هذا ، وألبسوها ثوب القبول عندهم ظلما وزورا، وأدخلوا الرعب في قلوبهم لو تركوها ، وقد استشرى أمرها ، وانتشر شرها إلى مناطق ومدن أخرى ، وغفل عنها كثير من العلماء وطلبة العلم ,
وإن هذا الاصدار الذي قام به أخي الكريم / ناصر بن عايض آل دريس بيانٌ لهذا الأمر العضال ، ولخطره على عقيدة المسلم ، وأثره على أمن بلادنا وسلامة شعبنا ، وهو جدير بالاهتمام والاطلاع عليه ليكون المؤمن على بصيرة من أمره ، فجزاه الله خيراً على ما قدّم، وجعله الله في الباقيات الصالحات ، والله أعلم .
كتبه
أحمد بن سعد ابن متعب
30/3/1432