مقدمة الكتاب ...


               الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وإمام المتقيـن ، وقائد الغر المحجليـن ، نبيّنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا ... وبعد :

 نظرا لانتشار العادات والأحكام القبَليّة في الدماء بيـن بعض القبائل ، خاصة وإنني ابن تلك البيئة ، فقد دعاني ذلك إلى العناية في السنوات الماضية بهذه  العادات والسلوم ، ودراسة واقعها وتقصي حقائقها .

وعند مراجعة العلماء وطلبة العلم ، والإطلاع على كتاباتهم ومؤلفاتهم وفتاويهم ، تبين جليا أنهم قد أعطوا الموضوع حقه ، وألمّوا بجميع جوانبه ، وصرفوا من الأوقات والجهد الشيء الكثير في بيان حقيقته وتوضيح صورته ، مما سهّل على المتأمل في هذه العادات والأحكام القبَليّة التعرف على حقيقتها ... وأنها قانون للدماء ...  يحتكم إليه القوم .

فكان هذا التقرير لإعطاء العلماء والقضاة وطلبة العلم صورة لواقع تلك العادات في المنطقة ، وتبصير مشايخ وأعيان وأبناء قبائل المنطقة بذلك ، فإنه ربما خفي على بعضهم حقائق هذه العادات والأحكام القبَليّة، وغاب عنهم كلام أهل العلم والفضل فيها .

          والواجب على أهل هذه العادات التواصل مع العلماء والقضاة والإصغاء إليهم ، لمعرفة حقائق هذه العادات ، وتبصير الناس بها ، وضرورة اجتثاثها من مجتمعاتهم ، حتى يسلم للناس توحيدهم ودينهم ، وتطيب لهم دنياهم في ظل أحكام شريعتهم الإسلامية ...

فإن هذه العادات والسلوم قد أهلكت توحيدهم أولا ، وهددت نفوسهم ودماءهم وأعراضهم وأموالهم ثانيا ، وجعلتهم يفقدون الأمن والاطمئنان في حياتهم، وجعلت الفرد منهم يخشى أن يراق دمه أو يُعتدى عليه بغير جريرة منه !! فأصبحوا يعيشون صور الخوف والشك في مجتمعاتهم بدلا من حياة الأمن والمودة والاطمئنان ، ففرقتهم هذه العادات قبائل شتى لا يعرفون للمودة طعما، ولا  للحب ذوقا في مجريات حياتهم ، بل فقدوا ذلك كله حتى في إطار القبيلة الواحدة !!

وأخيرا ... أقدم شكري الجزيل ودعائي الخالص لعلمائنا الفضلاء ، في المجلس الأعلى للقضاء ، وفي هيئة كبار العلماء ، وفي منطقتنا الكريمة ، على ما أبدوه من تفاعل كبير مع موضوع الكتاب ، وعلى حرصهم وتوجيههم بما يحقق سلامة التوحيد لأمة التوحيد .

وهنا لا أنسى الدور البارز الذي قام به فضيلة الشيخ احمد بن سعد ابن متعب وفقه الله في تحرير هذا الموضوع ، وبيان حقيقته ... فقد صرف من عمره سنين ، في الوصول إلى الناس هناك ، والتوعية بمخاطر تلك العادات ، والتحذير من مزالقها ، والدعوة إلى المسالك الشرعية بدلا منها، والتواصل مع العلماء بشأنها ... فأبلى بلاء حسنا ، وكان في هذا الموضوع من المجاهدين – نحسبه كذلك -الذين انبروا له ، حتى أضحى أمراً مكشوف العوار ... أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء.
                                                                                                                                            المؤلف
                                                                                                           جوال : 0531321122

ليست هناك تعليقات: